حينما يهجم الجوع على مكان ما، تنطلق معه المأساة ويخيّم شبح الموت في كلّ جانب ، لتبدأ مرحلة الفتك والبطش بلا رحمة، وتكون أشدّ قسوة، وخاصة إذا كانت الضحية طفلة رضيعة تعيش تحت وطأة مخيمات النزوح حيث الأوضاع الإنسانية المريرة.   
الطفلة الرضيعة "نور عبد الله" التي لم تتجاوز الشّهر السابع من العمر تعد واحدة من تلك الضحايا، إذ إنّها تقطن مع أمها الأرملة  في مخيم  السلاميه للنازحين في محافظة نينوى شمال العراق، وبدأ الجوع ومضاعفاته ينهشان جسمها وأعضاءها بقسوة ،ذلك حين اكتشفت حالتها من قبل فريق المسح التابع لبرنامج التغذية والتوعية لمنظمة داري الممول من قبل اليونيسيف (UNICEF).
وتصف "ابتسام يحيى" وهي واحدة من أعضاء فريق المسح حالة الرضيعة وتقول: "أثناء إجراء عمليات المسح اليومية بمخيمات السلامية الثاني للنازحين وجدنا (نور) بحجر أمها في باب الخيمة المرقمة (BB14-15) وكان اليأس واضحاً على ملامحها، إذ يخيّل لها أنها ستفقد ابنتها ، حيث الحرارة المرتفعة والإسهال والجفاف وفقدان الشهية فجميعها إعراض لا تنذر بخير".
وتضيف "ابتسام": "شكل الرضيعة هو أشبه بجلد على عظم، دفعني لإجراء قياس الذراع " فوجدته (11.1) سنتمتر هو أحد دلائل مرض سوء التغذية، حينها جاء الدّور لزرع بذرة الأمل في نفس الام بإمكانية العلاج والشّفاء، فتمّ نصحها بضرورة الإسراع إلى إخضاعها لبرنامج غذائي ومتابعة مستمرة من قبل الفريق الطبي لبرنامج التغذية الخاص بمنظمة داري الانسانية الممول من اليونسيف.
عندها سارعت أم الرّضيعة "نور" إلى مراجعة المركز لأول مرة بتاريخ (14-6-2020)، ليقوم الفريق الطبي المختص بالفحص الأولي للرّضيعة، وتبيّن أنّه مصابة بالضعف الشديد، فوزنها بكاد يؤشر إلى(7.2) كيلوغرامات، وقياس ذراع اليد يشير لـ(11.1)، مما يدلّ على أنها مصابة بسوء تغذية من النوع الشديد، وأنّه لا بد أن تخضع لبرنامج غذائي ومتابعة مستمرة حسب تشخيص طبيبي التغذية "علي باسم" و "أيمن محمد".
ويقول الطبيبان المختصّان (علي وايمن ): "لقد أخضعنا الرّضيعة لبرنامج غذائي وعلاجي خاص من أجل إعادتها إلى وضعها الطبيعي والشّفاء من مرضها، حيث قمنا بحثّ الأم على تكثيف زياراتها الدورية للمركز من أجل مراقبة حالة الرّضيعة وكذلك إعطائها العلاجات والمكملات الغذائية والفيتامينات اللازمة له. 
ويضيفان "في المراجعة الثانية بتاريخ (5-7-2020) أصبح وزن الرّضيعة (8,6) كيلوغرامات وقياس ذراع اليد (12.4)سنتمتر، لتدخل حالته افضل من سابقتها، وفي المراجعة الثالثة بتاريخ(11-8-2020) بلغ وزن الطفلة (9,8) كيلوغرامات وقياس الذراع (12.5) ، وفي المراجعة الرابعة بتاريخ (13-9-2020) فقد بلغ وزنها (10) وقياس الذراع (13) وبهذا تكون قد  تماثلت للشّفاء التام من سوء التغذية الشديد الذي كانت تعاني منه إلى الحالة الطبيعية.
عادت الطفلة "نور" بعد ذلك إلى الحياة وتحول يأس "أم نور" الى تفاؤل بمستقبل أفضل وذلك بالجهود المبذولة من قبل منظمتي (داري واليونيسف) اللذين سارعا إلى التدخّل في معالجة سوء التغذية الحاد والمتوسط في مخيمات النازحين (حمام العليل والجدعة والسّلامية) عبر استخدام الفرق المتنقلة للوصول إلى هؤلاء الاطفال المصابين بسوء التغذية ومن ثمّ تحويلهم إلى مراكز طبية مخصّصة لتقلي العلاج اللازم والمتابعة الدورية.

 
للاستفسار والتبرع والتطوع في صفوف منظمة ‫ ‏داري‬ الاتصال على: (07730255277–07730266277)

أو البريد daryhuman@gmail.com أو زيارة موقعنا http://daryhuman.org/  

أو صفحة الفيس بوك https://www.facebook.com/DaryHuman/

للتواصل مع رئيس المنظمة يرجى الاتصال على العناوين التالية :
daryhuman@gmail.com
info@daryhuman.org